العدالة والتنمية يرفض "إملاءات" اليهود المغاربة ويُطالب بطرد موظفي مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط
اتهم حزب العدالة والتنمية، إسرائيل باستغلالها لاتفاقيات "ابراهام" بغرض إطلاق مزاعم تؤكد موافقة الدول العربية المطبّعة على غرار المغرب، سرا على القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو ما يستدعي التفاعل المستعجل من طرف حكومات الدول ومن بينها الرباط من أجل إغلاق مكتب الاتصال فورا، وطرد موظفيه خارج المملكة كونه يتنافى والموقف الذي عبّر عنه أعلى سلطة بالبلاد، الملك محمد السادس والشعب المغربي في الشارع.
جاء ذلك، خلال الاجتماع العادي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي ترأسه الأمين العام للحزب، ورئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، مساء أمس الجمعة، وتطرق بالأساس إلى ما وصفها بـ"التطورات الخطيرة والمؤلمة والحرب الدامية والمدمرة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على فلسطين عامة وغزة خاصة والمدنيين منهم بالأخص".
وأورد العدالة والتنمية، أن التطورات الخطيرة والمتسارعة والمعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني في مواجهة الدولة العبرية "العدو" وسياساتها النازية والعنصرية وجرائمها اليومية غير المسبوقة، في ظل استمرار العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة ليل نهار ودون توقف منذ أزيد من 36 يوما، واستعماله لأبشع الأسلحة المحرمة دوليا والآليات الحربية المدمرة في حق المدنيين بشكل مباشر ومقصود ومواصلته حملات التقتيل والتهجير والتجويع الجماعي، تستلزم التحرك، سيما مع مواصلة تل أبيب قصفها المتعمد والمستهدف للمستشفيات وللطواقم الطبية ولسيارات الإسعاف ولقوافل المدنيين والنازحين ويستمر في قطع الماء والكهرباء والوقود والإمدادات الغذائية والإنسانية ويعرقل الحركة عمدا في كل المعابر وفي معبر رفح بالخصوص.
ولفت "البيجيدي" إلى أن حصيلة هذه "الحرب الوحشية" على غزة، والتي وسعتها تل أبيب لتشمل الضفة الغربية أيضا، أسقطت الآلاف من الشهداء والضحايا بما يتجاوز 11.000 شهيد وشهيدة، من ضمنهم أزيد من 5.000 طفل، وأكثر من 70 في المئة منهم من النساء والأطفال والرضع، في وقت أنه وبالرغم من كل هذه الاعتبارات والمجازر ما زال يحظى علنا ودون قيد أو شرط بالدعم من طرف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والتي تمده بالمال والسلاح وتوفر له الإمدادات بالأسلحة المتطورة بما فيها نشر أسطولها وبوارجها الحربية في مواجهة شعب أعزل ومقاومة محدودة الوسائل.
واستنكر المصدر ذاته، موقف الدول الغربية الداعم لهذا الاحتلال ورفضها رفضا قاطعا مطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار، بما فيه التوقف المؤقت في إطار هدن إنسانية، معتبرة أنه يمارس حقه في الدفاع عن النفس، وعليه أن يواصل إكمال مهمته في القضاء على المقاومة وعلى الفلسطينيين.
ونبّه العدالة والتنمية، إلى أن إسرائيل التي تعمّد وصفها بـ "الكيان الصهيوني" أصبحت تستغل "بمكر وجبن ما سمي باتفاقيات ابراهام، والتطبيع مع الدول العربية لتسريب بكذب وخبث كعادتها أخبارا تفيد بأن هناك من الدول العربية من يوافقها سرا على القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة".
وفي هذا السياق أكدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن الظرفية وكل هذه الاعتبارات الجديدة والخطيرة، بات إلزاميا على الحكومة المغربية، وبهدف تشديد الضغط على الاحتلال الصهيوني، اتخاذ إجراءات فعلية، من خلال قطع جميع علاقات الاتصال والتواصل والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وإغلاق ما سمي بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط وطرد جميع ممثليه بشكل رسمي.
ودعا "البيجيدي" كذلك، الدول العربية والإسلامية لتتحمل مسؤوليتها التاريخية واتخاذ كل ما يلزم لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، والمسارعة إلى قطع كل علاقات الاتصال والتواصل وإنهاء الاتفاقيات الموقعة سابقا معه، والتي لم يعد لها أي معنى في هذا السياق المؤلم والدموي وحرب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني، فضلا عن أن أول من نقض ما سمي باتفاقيات أبراهام، وببشاعة هو هذا الكيان، ولم يعرها أي اعتبار وهو يمعن بوحشية في قتل أشقائنا الفلسطينيين، رضعا وأطفالا ونساء، ولم يبال بكل الأصوات العربية والإسلامية التي تنادي بوقف العدوان وتنبه إلى مخاطر هذه الحرب.
وثمّنت الأمانة العامة عاليا خطاب الملك محمد السادس، أمام الدورة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، والذي جاء فيه: " إننا أمام أزمة غير مسبوقة يزيدها تعقيدا تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين العزل، ويضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، و تجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة."، وتنبيهه إلى أنه " ومخطئ من يظن أن منطق القوة يمكنه تغيير هذا الواقع وتلكم الهوية المتجذرة. وسنتصدى له على الدوام، من منطلق رئاستنا للجنة القدس".
وفي الإطار ذاته، أثنى العدالة والتنمية على تضامن الشعب المغربي ووقوفه الدائم إلى جانب فلسطين والمقاومة الفلسطينية داعيا مناضلي الحزب وعموم المواطنين والمواطنات إلى مواصلة المشاركة بكثافة وباستمرار في كل المسيرات والوقفات والفعاليات الشعبية التضامنية التي تنظمها وتدعو إليها مختلف الهيئات الداعمة للشعب الفلسطيني وكفاحه المشروع لدحر الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.